ایکنا

IQNA

محاضرون في ندوة بيروت يؤكدون:

مواجهة "الشيخ حبيب" لدعوات التبشير لم تكن نابعة من عصبية دينية/ تحلى الشيخ بالوعي النهضوي

13:29 - February 26, 2021
رمز الخبر: 3480302
بيروت ـ إکنا: صرّح العلماء المشاركون في ندوة "الشيخ حبيب وأعماله النهضوية" الافتراضية التي نظمتها المستشارية الثقافية الايرانية لدى لبنان أن مواجهة الشيخ حبيب لدعوات التنصير والتبشير البروتستانتي لم تكن نابعة من عصبية دينية، مؤكدين أن الشيخ تحلى بالوعي النهضوي لدوره المقاوم.
مواجهة
وفي الذكرى الـ56 لوفاة العلامة الجليل المهاجر العاملي الشيخ حبيب آل ابراهيم، وفي اجواء  مولد إمام المتقين الامام على بن ابي طالب عليه السلام, نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية فى لبنان ومركز بهاء الدين العاملي ندوة فكرية إفتراضية بعنوان "الشيخ حبيب وأعماله النهضوية" أدارها الدكتور  خضر نبها، أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية.

وبعد تقديم من الدكتور خضر نبها  عرض خلاله لسيرة الشيخ حبيب آل ابراهيم  انجازاته الفكرية والفقهية والدينية والتربوية والاجتماعية, تحدث المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت الدكتور عباس خامه يار فقال:

"نجتمع اليوم في هذه الندوة الإفتراضية، لنحي الذكرى 56 لوفاة المهاجر العاملي الشيخ حبيب آل‌إبراهيم(رحمه الله) أحد تلامذة مدرسة الإمام علي(ع) وفي يوم ولادته الميمونة، ونستعيد معاً عطاءته الجليلة، وحياته التي كلها هجرة وجهاد وتبليغ وكفاح ضد الاستعمار مهما تلوّن وتبرقع ولبس لبوس ... التمدن والتحضر حتى قيل عنه بأنه «الرجل الذي هزم الاستعمار مرتين»، الأولى في العراق والثانية في بعلبك.
 
الدكتور عباس خامه يار:  الشيخ حبيب آل‌إبراهيم كان فقيهاً، ورعاً وتقيّاً، مليئاً بالعلم

وأضاف الدكتور عباس خامه يار أن المهاجر العاملي كان يعيش قلق الرسالة والمعرفة، حافظ على الأصالة ونشر الرسالة، وواجه التحديات، وعمل على أن يرتقي بالإنسان عامة، وأهله من الإمامية خاصة، إلى حالة الوعي وبلسمة جراح القهر والجهل والعوز والفقر ولأجل ذلك، أنشا المدارس والمكتبات في العراق أولاً، وعندما استقر في بعلبك، وجدها تنام في ليل الجهل، أيقظها على أضواء المعرفة الإسلامية وأسس إثنا عشر  مدرسة أكاديمية، ومطبعة، وعاش التبليغ الرسالي في قرآها وأريافها، زائراً ومبلغاً ومصلحاً ومحباً لكل خير وجمال فيها ... كان وحيداً يشكر قلّة الناصر، لكنه عمل بصير وثبات واستطاع أن يصنع أجيالاً مثقفة ومؤمنة.
 
مواجهة

 وختم الدكتور عباس خامه يار  كلمته بالقول الشيخ حبيب آل‌إبراهيم كان فقيهاً، ورعاً وتقيّاً، مليئاً بالعلم، يمتلك حجّة قوية وحافظة نادرة ... كان خطيباً ينحدر عنه الكلم كالسيل، وشاعراً مغرداً تغنّى بالنبي الأكرم(ص) وآله الأطهار... زرع نفسه في ضمير الناس فعاش بهم وعاشوا به.
 
 الشيخ  جعفر المهاجر: الشيخ حبيب هو أول من أطلق عملاً نهضوياً قائماً على التعليم في لبنان

من جهته، قدم سماحة المؤرخ والمحقق الشيخ الدكتور جعفر المهاجر , رئيس مركز بهاء الدين العاملي مداخلة بعنوان " الشيخ حبيب من منظور مؤرخ"، وأضاف أن المشكلة مع سيرة الشيخ حبيب، انها اكبر من عمره، اعماله الكبرى والتي سبق وان اشار اليها الدكتور خامه يار، مقارعته للعمل التفكيكي الذي مارسه الاستعمار الغربي على المنطقة، في العراق وبالتحديد في جنوبه، تحت شعار التبشير، وفي سوريا تحت شعار استغلال الذاكرة لدى اخواننا في الساحل السوري، الشيعة المسمون بالعلويين، في سبيل اعادة تفتيت الدولة السورية الى دول، الشيخ حبيب وحده ودون معونة احد، وبامكانياته المحدودة، قارع وهزم هذين المشروعين، كل واحد من هذين الانجازين يستحق ان يكون موضوعاً بذاته، واظن اننا بذلك نصل الى التقدير العميق للمقدرة الهائلة، والتخطيط الذكي، والصبر على الصعوبات الذي تميز بهما. الشيخ حبيب قدس الله نفسه.

 واشار الشيخ  الدكتور جعفر المهاجر الى ان الحديث  عن المنظور التاريخي لأعمال الشيخ حبيب  النهضوية في لبنان تحديداً، يحتّم علينا ان نذكر بان الشيخ حبيب هو احد الذين حملوا همّ المنطقة المتخلّفة في لبنان، والعمل على تنميتها، ومن المعلوم ان التنمية دائماً تبدأ بالتعديل، هذه المهمة توّلاها غير الشيخ حبيب، توّلاها المرحوم رشيد بيضون في بيروت، السيد عبد الحسين شرف الدين في جبل عامل في صور ، والشيخ حبيب في بعلبك.
 
مواجهة

وشدد الشيخ  الدكتور جعفر المهاجر على ان  الشيخ حبيب دون أن يطلب معونة أحد أسس ستة عشر مدرسة في البقاع، في البقاع الشمالي، وفي البقاع الشرقي، والبقاع الغربي. راعى في نشر هذه المدارس بحيث تخدم المدرسة القرية وما حولها، هذا المشروع لاينظر الى النخب، بل ينظر الى الناس العاديين، الناس المحرومين الذين لم يتلقوا أي مستوى من التعليم.

وفي المنظور التاريخي  قال الشيخ  الدكتور جعفر المهاجر  ان  الشيخ حبيب هو أول من أطلق عملاً نهضوياً قائماً على التعليم في هذه المنطقة الشاسعة، والتي عانت الحرمان في كل تاريخها الطويل.

الأديب السوري محمد عباس علي: الشيخ حبيب كان شخصية علمية شامخة بآدابها وعلومها الشرعية

وبعد ذلك تحدث الشاعر والأديب السوري محمد عباس علي عن "الشيخ حبيب؛ الأثر الطيب للعالم العامل بعلمه", فاعتبر انه لما كان مداد العلماء اكرم عند الله سبحانه من سواه ، لمّا يخلّفه من آثار طيبة، تصل الى حد إحياء النفوس " ومن أحيا نفساً فكأن أحيا الناس جميعاً". فإن تكريمنا لهذا العالم اليوم: يأتي من هذا المنظور الالهي الكريم. ومن هذا ايضا جعلت عنوان مداخلتي اليو "الاثر الطيب للعالم العامل بعلمه".
 
مواجهة
 
وأضاف الشاعر والأديب السوري محمد عباس علي: أعني هجرته الى النجف الاشرف لنهل العلوم والمعارف الدينية والشرعية. وسرعان مانبغ وتأهّل ليكون عالماً فيها... ثم القيام ببسطها وتعليمها.وزاد على ذلك بتوظيفها لخدمة المجتمع. فحقق الحكمة القائلة "خير العلم ما عُمل به". وكان هذا قبل أن يغادر العراق الشقيق. وكأنه يردّ له شيئاً من فضله عليه.

 ولدى عودته الى لبنان. كانت بعلبك بأعمدتها الشامخة بحاجة الى شخصية علمية شامخة بآدابها وعلومها الشرعية. فكان الشيخ العالم هو من قيّضته العناية الالهية لذلك. وتمّ الامر وقضى بقية حياته في جوار تلك الاعمدة الحضارية ، مع طلابه ومريديه .. وبين اخوانه وأهله."

الشيخ الدكتور محمد شقير: تحلى  الشيخ حبيب  بالوعي النهضوي لدوره المقاوم

والكلمة التالية كانت للشيخ الدكتور محمد شقير, أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية, تناول فيها "الشيخ حبيب ودوره المقاوم", فقال: لن أعرض الجانب التاريخي المعروف والذي تعرض له العديد من الاخوة في مداخلاتهم، سواء دوره في العراق في مواجهة الإحتلال الإنكليزي، ومواجهة المشروع البشيري للانتداب الإنكليزي آنذاك، أو دوره في لبنان في البقاع بشكل أساس، وصولاً إلى سوريا، إلى بلاد العلويين، بل كان دوره يتعدى بلاد العلويين إلى ما هو أوسع وابعد من ذلك، لعل هذا الامر لم تتم الإشارة اليه في عدد من المداخلات.

وشدد الشيخ الدكتور محمد شقير على أن العمل والموقف الذي اتخذه سماحة الشيخ هو الموقف الاستنكاري الذي قام به الشاه وسلطاته فيما يرتبط بانتفاضة عام ١٩٦٣ في إيران، وآل مجازر التي ارتكبت من هذه السلطات في تلك الفترة، ومجمل الاعتداءات على علماء الدين والحوزة العلمية والتي واجهتها سماحة الشيخ بحملة اعلامية استنكارية راسل من خلال هذا العمل الأمم المتحدة وامينها العام، ومجمل رؤساء وملوك العرب والمسلمين في تلك الفترة.

وهذا إنما يدل على ذلك الوعي النهضوي لدوره المقاوم، ليس فقط المحلي ولكن ايضاً الإقليمي والدول والإسلامي والعربي، الذي كان يتحلى به.

عندما ناخذ النموذج الذي قدمه سماحة الشيخ حبيب نصل إلى هذه النتيجة، وخصوصاً اذا أخذنا بعين الاعتبار تلك الظروف التي كانت قائمة يومها، بأن ما قام به هو نموذج حجة علينا، لم يكن من السهل في تلك الفترة، اي في ثلاثينيات القرن المنصرم، ان يبادر عالم دين كسماحة الشيخ حبيب، حتى لوكان مكلفاً من قبل المرجع الاعلى يومذاك، وحتى لو كان مكلفاً ومدعوماً من الحوزة العلمية، ان يبادر إلى مواجهة مشروع الانتداب الإنكليزي في تلك الحقبة.

إذا أخذنا بعين الاعتبار الظروف المحلية التي كانت قائمة في العراق يومذاك، وطبيعة الظروف الإقليمية وآل ولية، ان تنبري قامة كقامة الشيخ حبيب لمواجهة المشروع البشيري لسلطات الانتداب الإنكليزي، فإن له دلالاته العميقة والبعيدة جداً.
 
مواجهة
 
إنما يدل على الوعي الذي كان موجوداً آنذاك، وعلى مدى الجرأة وآل شجاعة التي كان يتحلى بها من أخذ القرار وعمل على تنفيذه بما يرتبط بمواجهة ذلك المشروع وبالتالي فإن أبرز ما نستفيد آنذاك هو ارادة المواجهة التي كانت قائمة وماثلة بشكل واضح في شخصية سماحة الشيخ حبيب ال ابراهيم.

و الاتجاه الثاني هو النجاح الذي كان يسطره الشيخ حبيب خلال سنوات معدودة، لانني عندما راجعت الفترة التي كان فيها في العمارة بحدود اربع سنوات، ان يستطيع سماحة الشيخ حبيب ان يتغلب على ذلك المشروع ويفضحه ويواجهه بهذه الطريقة او بتلك، وخلال هذه الفترة الوجيزة يعتبر انتصاراً ونموذج قدمة سماحته،  فعندما نقف امام العبر والدلالات المستقلة من تجربة الشيخ حبيب في العمارة وصولا إلى لبنان والبقاع وبقية المناطق الأخرى، التي تصدى لها بالعلم والعمل، بأن سماحته قد تجاوز زمانه وقدم نموذجاً ملفتاً وساطعاً في تلك الظروف والاوضاع، وهو يمثل إلى الآن حجة علينا إذا ما عملنا على مقارنة الظروف والاوضاع القائمة.
 
السيد علي قاسم: توّزعت حركة الشيخ حبيب في محاورة الاديان والمذاهب بين العراق ولبنان وسوريا

من جهته سماحة السيد علي السيد قاسم , رئيس مركز حوار الأديان والثقافات, تحدث عن " المقدس الشيخ حبيب وحواراته مع المذاهب والملل" فقال: العلامة المقدس الشيخ حبيب آل ابراهيم يعد من ابرز الشخصيات والهامات الشيعية التي عاشت في بعلبك في خمسينيات القرن الماضي، حيث يحمل في داخله مخزوناً فكرياً وعلمياً ودينياً، مكّنه من العمل في أكثر من ساحة، وخصوصاً اختراقه للساحة العراقية التي كانت ترزخ تحت نير الانتداب البريطاني، واستطاع في حقبة وجيزة أن ينشر دعوته ورؤاه.

وتوّزعت حركة الشيخ في محاورة الاديان والمذاهب بين العراق ولبنان وسوريا مع الفرق في طبيعة هذا الدور، لا من حيث البحوث، بل من حيث ارتباطه بظروف تاريخية واجتماعية، فمثلاً في العراق انصّب جزء من جهده الفكري الحواري مع الحملات التبشيرية البروتستانتية ما بين العام 1927 الى 1932، وفي سوريا عمل على تكريس منظومة التواصل بين جبل عامل وجبل العلويين، ولهذا السبب توجه الى انشاء المدارس، وفي بعلبك انصّب جهده الاكبر فيها، وتوجه بمبانيه الفكرية والحوارية في بعلبك بين الاصلاح الديني وتأصيل الواقع الاجتماعي ، مابين سنة 1933 _ 1965.

واشار سماحة السيد علي السيد قاسم شهدت المناطق الجنوبية من العراق حملة تبشير مسيحي، بدأت منذ السنوات الاخيرة من القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، حيث تأسس ارسالية لهم في البصرة في العام 1891، وصارت المركز الرئيسي للتبشير ابتداء من جنوب العراق وصولاً الى الخليج الفارسي فالجزيرة العربية، ففي البصرة كان من الروّاد "جيمس كاتين" و "صموئيل زويمر"، وقد استعانا بموزعي كتب مسيحيين عرب من اهل الشام، وعملوا على توزيع الانجيل والكتاب المقدّس وغيرها، فضلاً عن الدخول في حوارات ساخنة بين المسيحية والاسلام، بالاضافة الى بناء المدارس والاهتمام بالخدمات الطبية.

من هنا انتدبت المرجعية الدينية في النجف الاشرف العلامة المقدس، ويتحرّك دوره الحواري بشكل يؤكد منظومة القيم الاسلامية وتثبيت معالمها الحية، ومن بعدها توجه الى محاورة الاخرين وردّ الشبهات المتعددة التي وقفت بوجه عقائد المسلمين والنبي المصطفى محمد(ص).
 
مواجهة

ويمكن تلخيص ميزات المقدس فيما يلي:

1 ـ القرآن الكريم، وروايات اهل بيت العصمة والطهارة "ع" ، فهو المجتهد الذي يؤصّل حواراته على ضوء المدارك الصحيحة، ولهذا تجد أسماء بعض كتبه تؤكد هذا المعنى منها "قل جاء الحق" ، وهو تأصيل لقوله تعالى "وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً"، وهو نداء قرآني لرسول الرحمة، وكأنه يقول: وقل يامحمد لهؤلاء المعاندين ، الذين كادوا ان يستفزّوك من الارض ليُخرجوك منه "جاء الحق"، والحق هو القرآن الكريم، ولهذا نجده رضوان الله تعالى عليه قد صنّف كتابه "قل جاء الحق" رداً على كتاب (منار الحق) ، وهو من الكتب التي نشرتها الارساليات في العمارة.

2 ـ حوادث الشيخ انطلقت من خلال المشاكسات، وتميّزت بالجرأة العلمية، ولان الغاية الحوارية التي يتحرّك من خلالها اهل الفكر في بيان المنظومة الدينية على النحو الوصفي وليس العملي، من قبيل قوله تعالى "لا اكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ..."، هو كفر وصفي على مستوى النظريات والبحث، لا على المستوى العملي، ولهذا يمكننا القول ان المثبتات والمنفيات هي وصفية وليست عملية.وهذا مانجده في ادب الفقهاء في ذكرهم وتفريقهم بين الكفر العملي والكفر النظري.

3 ـ الميزة الاخيرة ختم  سماحة السيد علي السيد قاسم  هي شخصية العلامة المقدس، التي تميزت بالحضور والهيبة والجذب، وخير شاهد على ذلك الجهود الكبرى التني تميز بها العلامة والتي جعلت منه صاحب الكلمة الفصل في العمارة وجنوب العراق، حتى قال الملك فيصل مخاطباً اهل العمارة: "الملك فيصل ملك العراق باستثناء العمارة، فملكها الشيخ حبيب".

الشيخ حيدر المهاجر: مواجهة الشيخ حبيب  لدعوات التنصير  لم تكن نابعة من عصبية دينية 

وأخيراً تحدث  سماحة الشيخ حيدر المهاجر فقال: قد قضى الشيخ حبيب آل إبراهيم حياته مجاهداً بكل ما استطاع اليه سبيلاً من أجل نصرة الحق والعدل المتمثل برسالة الرحمة للعالمين.

وبدأ جهاده بمقارعة التبشير البروتستانتي الذي جاء لغزو العراق كأداة للاستعمار البريطاني فطرده حتى اعترف بذلك النصر ملك العراق آنئذ الملك فيصل الذي قال له انا ملك العراق لكنك انت يا شيخ حبيب ملك الجنوب وهو اعتراف مرير لأن مسلك الشيخ حبيب كان قائماً على تجديد الفكر الديني في الدعوة لاستقلال العالم الديني عن اتباع الحاكم السياسي. لطالما نبه الناس ونشر فيهم الوعي من خلاله ترداده لحكمة اذا رأيتم العالم امام باب الحاكم فبئس العالم وبئس الحاكم واذا رأيتم الحاكم امام باب العالم فنعم العالم ونعم الحاكم.
 
مواجهة

وأشار سماحة الشيخ حيدر المهاجر الى أن حركة الشيخ حبيب كانت توعوية لذلك عند مجيئه إلى البقاع ومنطقة بعلبك الهرمل امتد نشاطه إلى اكثر القرى والمدن حتى وصلت تنقلاته إلى جبال العلويين من الأراضي السورية مبلغاً ومرشداً ومصلحاً يواجه التخلف ويفسد على أعداء الأمة مخططاتهم ومؤمراتهم وبذلك كان سبباً في توضيح ان العلويين مسلمين يستحقون الاعتراف باسلامهم على منهج اهل البيت عليهم السلام. وكان من بركات ذلك حصول نهضة عند العلويين كان من ظواهرها ذهاب العديد منهم لطلب العلم في النجف الاشرف وايضاً الاعتراف بمواطنيتهم ومشاركتهم بالحياة العامة في سوريا.

لقد أسس مجلة لنشر المعرفة على المستوى الشعبي فضلاً عن كتبه  ومؤلفاته وأسس مطبعة لانها سبب النهضة والوسيلة الاساسية لنشر العلم وأسس مدرسة لانها تؤسس العلم في نفوس الاجيال وتهيؤهم لمسيرة الوعي.

وشدد على أن مواجهته لدعوات التنصير والتبشير البروتستانتي لم تكن نابعة من عصبية دينية وانما لان ذلك التبشير كان يمهد لقبول الاستعمار البريطاني.

هكذا كان الشيخ حبيب صوتاً صادحاً بالحق فهو أول من دعا لإحياء عيد الغدير الذي كان مجهولاً من عامة الناس وإقامة مجالس عاشوراء الحسين عليه السلام علناً بعد أن كانت تقام فقط في البيوت وبشكل متستر اجتماعياً.

ختم سماحة الشيخ حيدر المهاجر كلمته بالقول  لقد كان الشيخ حبيب عالماً ربانياً قد نهل الحكمة والهدى من اميره امام المتقين وعشق الحسين سائراً على نهج امام العصر والزمان عجل الله فرجه.
 
مواجهة
captcha